السبت، ديسمبر 18، 2010

المنـهج الرقمي Digital Curriculum

المنـهج الرقمي Digital Curriculum
أد/ مجدي رجب اسماعيل
                فرضت تداعيات العلوم وتقنيات العصر تحديات كبيرة على الأمم دفعتها إلى إحداث تغيرات سريعة ومتتابعة في نظمها التربوية ، وأملت عليها إعادة النظر في مناهجها التربوية والتعليمية ، ولمجابهة هذه التحديات تضاعفت الحاجة إلى تطوير بنية التعليم بتحديث طرائقه وأساليبه ومناهجه كي يتقبلها ويفيد منها المتعلم الذي تحيط به وسائل تقنية المعلومات والاتصال من كل جانب ويتعرض للمعلومات في كل زمان ومكان . ويستدعي هذا التحديث الاعتماد على الوسائل الإلكترونية بديلاً ملحاً ومتطلباً آنياً يتيح للطلاب إمكانية اكتساب المهارات الأساسية التي تعينهم في تعاملهم مع العصر الرقمي الذي يجتاح مناحي الحياة كلها . ودون الاستثمار الجدي والفعال لهذه المهارات ستعجز المدارس والمناهج الدراسية عن إعداد جيل ممسك بمعطيات المعرفة العلمية .
ولذا ظهر مفهوم المنهج الرقمي كأحد المفاهيم التي يدور حوله كثير من النقاش والجدل الناتج عن اختلاف الفلسفات التربوية ، وتباين أساليب الاستخدام والتوظيف الذي انعكس على التحديد الإجرائي لهذا المفهوم ، حيث ير ى البعض أن المنهج الرقمي أحد المفاهيم التي دخلت في التعليم الإلكتروني ، في حين يرى آخرون أن المنهج الرقمي هو المنهج التكنولوجي الذي يعبر عن منظومة إنتاجية تسعى إلى استخدام وتطبيق التكنولوجيا وما تقتضيه من تشغيل منطقي للعمليات العقلية في عرض وتخزين وتحليل واستدعاء المعلومات للعملية التعليمية من خلال مواد وبرامج ذات أهداف سابقة التحديد ، وإلى استخدام خطوات تتابعيه في عملية التعلم مبنية على أسس من علم السلوك بما يتضمنه من نظرية التعلم السلوكية والتعلم الشرطي التاثيري أو الإجرائي (وليم عبيد،مجدي عزيز،1999،81)، بينما يرى فريق ثالث والذي يميل له البحث الحالي أن المنهج الرقمي هو محاولة لرقمنة المناهج بجميع عناصرها الأساسية المتعارف عليها بشكل عام (الأهداف ، المحتوى ، طرائق التدريس، أساليب التقويم) ، في حين يحصر آخرون مفهوم المنهج الرقمي في المحتوى المعرفي بعد معالجته ليصبح فاعلاً بدرجة عالية في تحقيق التعليم الذاتي للطالب من خلال الحاسب الآلي     ( مجلة المناهج ،2002،21).
ورقمنة المناهج Digitalization Curriculum  : يقصد بها الباحث في البحث الحالي  هو تحويل المعلومات والمفاهيم العلمية والتعميمات والنظريات والقوانين والنصوص والأشكال والأصوات والتجارب وغيرها من مكونات منهج العلوم إلى سلاسل الصفر والواحد ( وفقاً لنظام الأعداد الثنائي الذي يعمل على أساسه الكمبيوتر ونظم المعلومات ) حتى تصبح قابلة للمعالجة الآلية والانصهار والدمج في الوسائط المتعددة المختلفة ؛كما تشمل عملية الرقمنة تقنيات متقدمة لانسيابية تدفق المعلومات المرئية والسمعية بأسلوب الاتصال المباشر بحيث يمكن دمجها فور بثها في الخدمات التي تقدمها مواقع الإنترنت ، والتي يستفيد منها كل من الوسيط الرقمي والمتعلم للمنهج (نبيل علي ، نادية حجازي ،2005،134) .
و يؤكد (عبد الله الهدلق،1420هـ) أنه في  عصر المعلومات والاتصال ، بإمكان الطلاب من كل الأعمار وعلى اختلاف قدراتهم أن يتعاملوا بصرياً visualize مع المعلومات ، وأن يتفاعلوا معها من خلال ما يقدمه المنهج الرقمي من مفاهيم علمية بتوظيف تقنية المعلومات ، ويوضح ذلك من خلال المثال التالي: بإمكان فصل دراسي يدرس الطقس ، على سبيل المثال ، أن يرى صور أقمار صناعية محاكية مبنية على نموذج لظروف أرصادية افتراضية .وسيطرح الطلاب أسئلة "ماذا لو؟" ،مثل ما الذي يحدث لطقس اليوم التالي لو زادت سرعة الرياح بمقدار 50 كيلو في الساعة " .وسينمذج الحاسب النتائج المتوقعة ، عارضاً على الشاشة المنظومة المناخية المحاكية كما قد تبدو من الفضاء.
وفي ضوء ذلك يرى (بدر الصالح ،2002، 23) أن المنهج الرقمي يمثل شكلاً جديداً من أشكال الاتصال بين معرفة الخبير والمتعلم . وبدلاً من المنهج التقليدي الذي يحصل عليه المتعلم غالباً عن طريق الاتصال بالكتاب والمعلم ، أصبح هذا الاتصال رقمياً من خلال الشبكة المعلوماتية أو من خلال وسيط رقمي آخر مثل الأقراص المدمجة .
  إن المنهج الرقمي كنموذج تربوي جديد كما يشير كل من (Tnilling & Hood,1999,PP5-17)     يعتمد على دمج ثلاثة عناصر رئيسية تقوم حالياً بتوجيه وتشكيل هذا النموذج بدرجات متفاوتة تبعاً لمدى اندماج هذه العناصر وهي : الطلب الجديد والمتزايد لمهارات جديدة للعمل في عصر المعرفة ، والإمكانات الهائلة التي تقدمها تقنية المعلومات والاتصالات ، وتغير النظرة حول الكيفية التي تحدث بها عملية التعلم .
ويحدد مشروع المناهج الرقمية بوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ، الإدارة العامة للمناهج ، والمعروف بمشروع "وطني نت" أهداف المناهج الرقمية في الآتي (وزارة المعارف ،2000،32) :
1ـ توفير بيئة تعليمية غنية بالمصادر .
2ـ إعادة صياغة الأدوار التي تتم بها عملية التعليم والتعلم بما يتوافق مع مستجدات الفكر التربوي .
3ـ إيجاد الحوافز وتشجيع التواصل بين منظومة العملية التعليمية كالتواصل بين البيت والمدرسة ، والمدرسة والبيئة المحيطة .
4 ـ نمذجة التعليم وتقديمه في صورة معيارية . فالدروس تقدم في صورة نموذجية والممارسات التعليمية المتميزة يمكن إعادة تكرارها .
5ـ تناقل الخبرات التربوية من خلال إيجاد قنوات اتصال ومنتديات تمكن جميع المهتمين بالعملية التعليمية من المناقشة وتبادل الآراء والتجارب بما يحقق تطوير المناهج الدراسية بصفة خاصة والعملية التعليمية بصفة عامة .
6ـ إعداد أجيال من المعلمين والطلاب قادرين على التعامل مع التقنية ومهارات العصر .
7ـ المساعدة على نقل التقنية في المجتمع وتوظيفها بما يحقق النمو والتقدم العلمي .
    مما سبق يخلص البحث الحالي إلى تعريف للمنهج الرقمي Digital Curriculum: "هو شكل من أشكال التعليم الإلكتروني ، وهو مجموعة الخبرات التربوية والعلمية التي يتم توفيرها للمتعلم عن طريق الإمكانات الهائلة التي تقدمها تقنية المعلومات والاتصالات ، وهو يمثل شكلاً جديداً من أشكال الاتصال بين معرفة الخبير والمتعلم ويكون هذا الاتصال رقمياً من خلال شبكة المعلومات أو من خلال وسيط رقمي آخر مثل الأقراص المدمجة" .
تصـميم المنهـج الرقمي :
        يجمع بعض صانعي المناهج ومطوريها أمثال (Mckenzie,2000,P.5) أن المنهج الرقمي يدعم الثقافة المعلوماتية للمتعلمين ويساعد على إعدادهم وتهيئتهم لعالم موجه بالتقنية ، إذا أحسن تصميمه وتطويره .


المعايير التي في ضوئها يتم تصميم المنهج الرقمي :
    وحتى يتحقق هذا تم وضع مجموعة من المعايير التي في ضوئها يتم تصميم المنهج الرقمي وهي (وزارة المعارف ،2002،24-25) :
       أولاً : أن يكون تطوير المنهج ضمن خطة شاملة معتمدة على التقنية ، تأخذ في الحسبان العناصر الرئيسية التالية :
   · أن يخضع تصميم المنهج الرقمي وتطويره لمبادئ التصميم التعليمي المعتمدة على نظرية أو فلسفة معينة تلبي حاجات متعلمين معينين ومنهج دراسي معين .
       · تدريب المعلمين لتوظيف المنهج الرقمي في التعلم من منظور مختلف كلياً عن المنهج التقليدي الذي خبرة .
       · إدخال التعديلات المطلوبة لتيسير دمج المنهج الرقمي في تعليم العلوم .
ثانياً: إذا صمم محتوى المنهج الرقمي بحيث :
      ·لا يجبر المتعلم على إتباع مسار محدد ، وإنما يمكنه من التحكم بتسلسل في محتوى المنهج .
      ·يقدم المفاهيم العلمية على هيئة مهام هادفة ومشكلات ذات علاقة بالعالم الواقعي .
      ·يتمحور حول مفاهيم أساسية تركز على الفهم المتعمق وإستراتيجيات البحث وليس تغطية محتوى كبير واسع .
ثالثاً: يحفز الطلاب على المشاركة الفعالة في الأنشطة العلمية لتعلم مفاهيم المنهج وذلك من خلال:
   ·أن يكون الطالب مسؤولاً عن تعلمه من خلال البحث عن المعرفة والفهم الموجه بأسئلة وقضايا تعتمد على فضول الطالب وافتراضاتهم منطلقاً لهذا البحث .
   ·أن يشعر الطالب بالإثارة والدافع في حل المشكلات التي يقدمها المنهج الرقمي . هذا الشعور مبني على نشاط تفاعلي يشعر الطالب بأهميته وقيمته .
      ·أن يشجع المنهج الرقمي الطالب على الاختيارات الفاعلة المتعمقة لإستراتيجيات البحث والحل .
      ·أن يتعلم الطالب من خلال التعامل مع مهام تعلم حقيقية وتكاملية .
ويتبع في تصميم دروس العلوم وفقاً للمنهج الرقمي نموذج التعلم الذاتي في التصميم السلوكي والمعرفي ، الذي يبدأ بصوغ الأهداف ، وتحليل المحتوى العلمي ، واختيار الطرائق والإستراتيجيات واستخدامها ، وإجراء التطبيقات والتدريبات والتقويم البنائي لبناء التعلم ، والتقويم التراكمي للتقدم التدريجي خطوة خطوة ، حتى تكتمل الأهداف والأغراض الدراسية في نهاية الدرس كما يقيسها الاختبار (أحمد الدبسي،2002،99)
ويحدد (حسام مازن ،2004،46) ست مراحل /خطوات رئيسية لمنظومة منهج تعليمي إلكتروني (المنهج الرقمي) هي :
      1.        تحديد وتحليل المادة العلمية إلى مجموعة من الأطر الصغيرة التي يسهل تعلمها.
      2.        صياغة الأهداف التعليمية السلوكية في عبارات قابلة للملاحظة والقياس .
      3.        جمع محتويات المادة العلمية وإعداد التصميمات الخاصة بالبرمجة الإلكترونية .
      4.        كتابة البرنامج وإعداده حاسوبياً .
      5.        تجريب البرنامج المحوسب ثم تعديله في ضوء التطبيق المبدئي .
      6.        الوصول بالبرنامج إلى الصيغة النهائية القابلة للتطبيق والتعميم .
أما (نبيل علي ،نادية حجازي ،2005،111) يشترطان عند تصميم المحتوى الخاص بالتعلم الإلكتروني المرتبط بالمنهج الرقمي تحقيق المعايير التالية :
1ـ إلا يكون المنهج قياسياً، ثابتاً ومحدداً ، يصلح لكل بيئات الفصول ومستويات العقول . من جانب أخر يتطلب النمو المتسارع للمعرفة العلمية أن يتسم المنهج بالدينامية في سرعة توظيف المعارف والخبرات المكتسبة وإحلالها بأخرى جديدة .
2ـ أن يكون محتوى المنهج ذا بعد معرفي وأخلاقي ، وعدم حرمان المتعلم من معارف ربما تكون حيوية بالنسبة إلى تنميته ذهنياً ومطالب حياته العلمية .
3ـ ضرورة تركيز المحتوى العلمي للمنهج على المفاهيم الأساسية والأفكار العلمية المحورية ، وهذا يتطلب من مصممي محتوى المنهج الإلمام بأسس نظرية المعرفة ومهارات استخدام مخططات المفاهيم Conceptual graphs والشبكات الدلالية Semantic nets .
4ـ أن يتم بناء محتوى المنهج على هيئة وحدات معرفية صغيرة Modules مما يجعل المادة التعليمية ذات قابلية للتشكيل لتلبية المطالب التعليمية المختلفة .
5ـ تجسيد المفاهيم المجردة في هيئة المحسوس وذلك من خلال أساليب "الترئية" Visualization  التي تتيحها تقنية المعلومات.
     ونخلص في هذا الجانب إلى أن تصميم المنهج الرقمي يجب : أن يحقق التحول من بيئات تعلم مغلقة معتمدة المنهج التقليدي والمعلم والكتاب كمصادر وحيدة للمعرفة العلمية ، وموجهة بوساطة المعلم ، إلى بيئات تعلم مفتوحة ومرنة وغنية بالمصادر التقنية الموجهة بوساطة المتعلم . بيئات تعلم لا تعتمد على التقنية فقط ، وإنما على نظرية تربوية في بناء المناهج ، وأفكار تربوية في طرق التدريس التي يمكن أن توجه من خلال التطبيقات التقنية في تعلم العلوم ووفق خطوات أو مراحل علمية.


الأساس النظري والفلسفي (النظرية) الذي يعتمد عليه تصميم المنهج الرقمي:
        إن التقنية بذاتها لا تدرَس ، وإنما المعلم (أو المصمم) هو الذي يقوم بذلك ، وبعبارة أخرى ، إن الأساس النظري والفلسفي هو الذي يحدد أسلوب تصميم المنهج الرقمي وبنائه وتطويره ، وسيعرض الباحث نموذجين لدور التقنية في التعليم ليحدد النظرية الذي يتبناها البحث الحالي في تصميم المنهج الرقمي وهما :
 النموذج الأول : أثرت المدرسة السلوكية فى التربية والتعليم إلى درجة كبيرة . في هذا النموذج تستخدم التقنية كوسائط ( أو المعلم ) لنقل التعليم . بهذا الأسلوب تخزن المعلومات في التقنية خلال العملية التعليمية ، يستقبل المتعلم المعلومات ويحاول فهم المحتوى المخزن فيها خلال تفاعله معه . هذا التفاعل لا يتجاوز ضغط أزرار معينة لكي يستمر عرض المعلومات أو الاستجابة لأسئلة معينة غالباً ما تكون حول مدى صحة الاستجابة . وحتى وقت قريب كان أغلب التقنيات التي أُنتجت واستخدمت في التعليم هي مواد مسبقة التصميم بحيث لا يترك للمتعلم أو المعلم أية فرصة للتحكم ، هذا النموذج سلوكي: المعلم ( أو أي وسيط آخر ) يقدم مثيراً يتطلب استجابة يعقبها تعزيز . أي التقنية في هذا النموذج تستخدم كأداة للتعليم .
النموذج الثاني : رغم وجود النظرية البنيوية منذ أكثر من مائة عام ، إلا أنها وجدت قبولا  في السنوات الأخيرة من قبل صانعي المناهج ومطوريها ، نظراً لإمكانات التقنية الهائلة التي يمكن من خلالها تفعيل مفاهيم هذه النظرية وافتراضاتها ، إضافة إلى أن لا يمكن للمعلم أن يقوم بأدواره التقليدية في بيئة تعليمية متعددة وغنية بالمصادر التقنية . وتستخدم التقنية في هذا النموذج كأداة لتيسير استقصاءات المتعلم في بيئة غنية بالمصادر تقدم المحتوى العلمي ضمن سياقه الحقيقي، والمعرفة ليست منتجاً ينقل للمتعلم ، وإنما نشاط تفاعلي يدعم بواسطة التقنية ،ويصبح المعلم ميسراً للتعلم . في هذا النموذج أصبح التعلم وليس التدريس هو الجزء الحيوي من التربية ، ويتحول التركيز من المدخلات إلى المخرجات ، أي التقنية في هذا النموذج تستخدم كأداة لبناء التعلم (بدر الصالح،2000،23) .
ولعل من أهم مضامين النظرية البنائية ، عدم استخدام التقنية كأداة للتعليم ، وإنما استخدمها كأدوات لبناء التعلم ، ويتضح ذلك في المبادئ والأسس التي ترتكز عليها تلك النظرية ونماذجها التدريسية ؛ والتي يمكن إجمالها فيما يلي (رجب الميهي،2003،3) :
1ـ ضرورة بدء الموقف التعليمي بتهيئة حوافز مثيرة للطالب تدفعه لأن يقبل على التعليم بشغف ورغبه .
2ـ يجب على المعلم صياغة عدد محدد من الأهداف التعليمية التي يجب أن يحققها الطلاب بعد دراستهم للمواد التعليمية المتنوعة ، وممارستهم للأنشطة التعليمية المتعددة المقترحة لكل موضوع.
3ـ لابد من عرض المحتوى العلمي لكل موضوع بأشكال مختلفة ؛ لفظياً ، وبالاستعانة بالصور الثابتة والمتحركة ، والرسوم التخطيطية والتوضيحية ،وبالاستعانة بالرياضيات، وبالكمبيوتر …وغيرها ، مما يساعد الطلاب على استيعاب ذلك المحتوى .
4ـ يجب تحديد الأنشطة التعليمية التي سينفذها الطلاب ، شريطة أن تكون تلك الأنشطة على درجة كبيرة من التنوع .
5ـ التأكيد على الدور الإيجابي الفعال للطلاب أثناء عملية التعلم ، من خلال قيام الطلاب بالعديد من الأنشطة التعليمية ضمن مجموعات أو فرق عمل .
6ـ يجب التركيز على التعلم التعاوني التفاعلي انطلاقاً من أن الطالب يبني خبراته بشكل أفضل من خلال تعاونه وتفاعله مع غيره من الطلاب .
7ـ يجب توفر وسائل تقويم مناسبة تساعد في التحقق من حدوث التعلم لدى الطلاب.
8ـ لابد أن يصل الطالب في تعلمه إلى مستويات متقدمة في التحصيل والإنجاز .
          من خلال عرض النموذجين السابقين والمبادئ والأسس التي تبنى عليها النظرية البنائية ونرى أن أنسب النموذجين في بناء وتصميم المنهج الرقمي وتطويره هو النموذج الثاني الذي يعتمد على النظرية البنيوية ، وذلك يرجع إلى ما يلي:
1ـ في بيئة التعلم البنيوية يكون المتعلم نشطاً، وتستخدم التقنية كأداة لتيسير استقصاء المتعلم في بيئة غنية بالمصادر تقدم المحتوى ضمن سياقه الحقيقي في هذه البيئة ، المعرفة ليست شيئاً (أو منتجاً) ينقل للمتعلم ، وإنما نشاط تفاعلي (عملية) يدعم بواسطة التقنية . ويوجَه المتعلم تعلمه مستعيناً بمصادر التقنية ، ويصبح المعلم ميسراً للتعلم ، كما يصبح التعلم وليس التدريس هو الجزء الحيوي من التربية ، أي تحول التركيز من المدخلات إلى المخرجات .
2ـ إن نظرية التعلم البنيوية تقدم علاجاً لمشكلتين رئيستين في التعلم هما: مشكلة الحافز ومشكلة نقل التعلم إلى مواقف جديدة من خلال تقديم مهام التعلم في مواقف حقيقية ونشاطات تفاعلية يقوم فيها المتعلم بدور نشط ويتحكم بتعلمه ويوَجه هذا التعلم (بدر صالح ،2002،24).
3ـ إن إدارة المتعلم لتعلمه ذاتياً تساعده على أن يشارك في التخطيط لتعلمه ويختار وينفذ ويتدرب على إستراتيجيات التعلم والتقويم الذاتي لخطط تعلمه وبذلك يصبح متعلماً منظماً ذاتياً للمعرفة Self-Regulated Learner يقوم بإنجاز مهامه مدفوعاً برغبته الذاتية وكفاءة فاعلة (Wolters,2003,189) .
4ـ إن من أهم مضامين النظرية البنيوية هو عدم استخدام التقنية كأداة للتعليم ، وإنما استخدامها كأدوات لبناء التعلم ، أدوات يتعلم الطالب معها وليس منها ؛ وهذا يتطلب تحولاً في دور التقنية التقليدية إلى التقنية كشريك في عملية التعلم .

عزوف الطلاب عندراسة الفيزياء د.مجدي رجب اسماعيل

    لقد أصبح العالم اليوم يدرك خطورة دور الفيزياء ، وأصبحت كل أمة تسعى جادة في ابتكار وتطوير طرق وأساليب تعليمها لأبنائها.
وقد جاء في تقرير أعد تحت رعاية الاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية  IUPAPومنظمة اليونسكوUNSESCO  ، ما يلي : " أن تدريس الفيزياء أمر ذو أهمية ملحة لكل أمة . ومع الإدراك الكامل لدور الفيزياء الأساسي في توسيع المعرفة العلمية وفي توفير الأسس والقواعد للتقدم التكنولوجي، نجد جميع الدول تعمل جاهدة لدعم وسائل دراسة الفيزياء لأبنائها وتجعل من تدريس الفيزياء مادة أكثر فاعلية في جميع مستويات التعليم "(البيطار،2003).
وفي تقرير أخر صدر عن مؤتمر الاتحاد الدولي  للفيزياء البحتة والتطبيقيةIUPAP  الذي عقد بريودى جانيرو والذي كان بعنوان " لماذا تدرس الفيزياء ؟ "جاء فيه :
1.     ضرورة أن نبدأ بتدريس الفيزياء للأطفال والشباب في سن مبكر ، وأن تعلم في جميع مراحل تعليم الأطفال
2.     يجب أن نجعل من تدريس الفيزياء مادة محببة إلى النفس حتى يقبل النشء والراشدين عليها ويرغبون في تعلمها .
3.     أن علماء الفيزياء يرفضون السطحية في تدريس الفيزياء وينادون بضرورة التعمق في دراستها حتى ولو كانت تدرس أولئك الذين لن يصبحوا متخصصين في هذا المجال فيما بعد (منظمة اليونسكو،1971).
ومن خلال ما جاء في تقرير المؤتمر السابق وجد خبراء التربية العلمية وتدريس العلوم أنفسهم أمام مشكلة ليست باليسيرة إذا كانت الفيزياء لابد وأن تدرس بعمق ، فكيف إذن نطلع عليها العامة ، وكيف تقدم للأطفال والراشدين ؟ وكيف نجعل تدريس الفيزياء شيقة ومحببة لنفوس التلاميذ والطلاب ؟.
ولحل هذه الإشكالية أجمع الكثير من علماء الفيزياء "خوداكوف "khwadakov ، "سماردينيكسٍ Smardinex" ،"ماروزافاMarouzava " وغيرهم على ضرورة الاتجاه نحو دراسة كافة الإمكانات لتبسيط الفيزياء وتدريسها وجعلها في صورة يسهل معها إطلاع الأطفال والراشدين عليها وتشويقهم لدراستها مع الالتزام بدقتها وسلامة مادتها ، وينادون بأن ينال هذا المجال العناية والاهتمام ما يناسب وشدة الحاجة إليه وخطورته ، ولم يتحقق ذلك إلا من خلال دراسات وبحوث علمية في مجال المناهج وطرق التدريس تهدف إلى  تقديم أشكال وصور مختلفة لتبسيط الفيزياء ،كما تقدم مقترحات بطرق استخدامها داخل الفصل وخارجه وخارج المدرسة بقصد تعليم الفيزياء للعامة والأطفال .  
وبالرغم من خطورة دور الفيزياء في توفير الأسس والقواعد للتقدم التكنولوجي ، وضرورة أن تدخل الفيزياء حياة النشء والعامة ، فأن عدد أولئك الذين سيصبحون فيزيائيين متخصصين لا يتعدى نسبة صغيرة جداً من تعداد السكان ; Hast, 2004) (Sjoberg et al. 2004 ، فعدد الملتحقين بالشعبة العلمية في مصر في التعليم الثانوي العام تراجع بنسبة 25% مقارنة بنسبة عدد الملتحقين بالشعب الأدبية في العام الدراسي (2005 -2006) (عربي ، 2008) . وقد يرجع ذلك إلى وجود صعوبات في تعلم الفيزياء أدى إلى عزوف الطلاب وعدم الإقبال عن دراستها نتيجة لبعض أوجه القصور التي تتمثل في أن :
·        الطرق التدريس التقليدية التي مازالت تشغل حيزاً كبيراً بين الطرق والأساليب التي يستخدمها معلم الفيزياء داخل الفصل، والتي جعلت تعليم الفيزياء تعليماً نظرياً ، أدى إلى سلبية المتعلم و عزوفه عن دراستها (طلبة,2007) .
·        المفاهيم الأساسية في الفيزياء غير واضحة في ذهن الطالب ، وقد يرجع ذلك إلى عدم وضوح المفهوم في ذهن المعلم أو يكون المفهوم خطأ لدى المعلم وينعكس ذلك على الطلاب (جنش ,2006).
·        افتقار طلاب الفيزياء لأساسيات دراسة الفيزياء ، وتركيزهم على الحفظ دون الفهم أدى إلى تدني مستوى تحصيل طلاب الفيزياء (الشهراني، الغنام ،1993).
·        وجود حاجز نفسي عند الطلاب تجاه دراسة الفيزياء جعلهم يتوهمون أنهم لا يستطيعون هضمها ولا استيعابها ،وأنها مجرد طلاسم ، وألغاز تتسم بالغموض والجفاف، مما أدى إلى بعد هم عن دراستها
·        تقديم مادة علمية صعبة من الناحية المفاهيمية ، مع صعوبة اللغة العلمية والمفردات الموجودة التي تضمنها محتوى كتب الفيزياء.
·        عدم أتباع معلم الفيزياء الأساليب المناسبة في التعليم ، وعدم إلمامة بطرائق التعليم وطرائق التقويم المختلفة (الشيعلي، 2005).
·        يتناول علم الفيزياء بالبحث أبسط تراكيب العالم ـ وهي في نفس الوقت أهمها ـ ويدرس أبسط وأعمق الصلات في الانسجام الكوني ، وهذا يجعل المفاهيم الفيزيائية على درجة كبير من التجريد وصعوبة التصور.
كل هذه العوامل أدت إلى أن نسبة الرسوب في الفيزياء تتركز بين 25% إلى 60% ، وهذه نسبة رسوب عالية جداً إذا ما قورنت بالمنحنى الأعتدالي (الشهراني، الغنام ،1993) .
ونتيجة لذلك ، نجد أن أغلب الطلاب من شباب العالم يعانون الصعوبة البالغة في استيعاب مفاهيم الفيزياء ونظرياتها ، والكثير يعتبرونها علماً معقداً ودراسة جافة غير محببه
http://scienceeducator.jeeran.com/newmethodology/archive/2006/3/27064.html.
ويرى بارى (Barry ,2004) في دراسته "أنه على الرغم من التنوع الكبير في طرق وأساليب تدريس الفيزياء إلا أن معلمي الفيزياء يستخدمون طرق وأساليب تدريس لا تحقق التكامل فيما بينها وغير متعاونة بشكل عام على في تحقيق الهدف من تدريس الفيزياء ، وأن هذه الطرق والأساليب متعارضة ومتنافسة كلياً مما يزيد من صعوبة دراسة مفاهيم الفيزياء والإقبال على تعلمها.
وتشير  دراسة (Tiberghien et al. ,2007) إلى أن الطرق التي تكتسب بها مفاهيم الفيزياء مازلت مشوبة بالغموض ، وأن نتائج البحوث مازلت حتى اليوم بعيدة عن أن تكون قادرة على تزويدنا بنماذج لتبسيط وتعلم المفاهيم في الفيزياء ،بالرغم من أن الكثيرين من الباحثين والمتخصصون في الفيزياء ورجال التربية العلمية عملوا ، ومازالوا يعملون من أجل تحقيق هذا الغرض.
ويشير (عكاشه، 2008) في دراسته أن محتوى منهج الفيزياء غير شيق في بعض وحداته وغير مرتبط بحياة الطلاب . كما لا يوجد ترابط بين الدروس حيث تقدم المعلومات متناثرة غير متكاملة.
ومن خلال دراسة استطلاعية تهدف إلى التعرف على مدى اهتمام الطلاب بدراسة الفيزياء قام بها الباحث على عدد (150) طالب وطالبه بالمرحلة الثانوية بمدرسة منشأة البكاري الثانوية المشتركة بإدارة الهرم التعليمية بالجيزة ، ومدرسة سراي القبة الثانوية للبنات بإدارة الزيتون التعليمية بالقاهرة في نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي (2008ـ2009) قدم لهم سؤال مفتوح عن أسباب عزوف الطلاب عن دراسة الفيزياء ،وتم مناقشة معلمي الفيزياء بالمدرستين وبعض أولياء الأمور عن هذه الأسباب، وبعد تفريغ النتائج وجد الباحث أن كثير من الطلاب ينصرفون عن معلم الفيزياء لأسباب متعددة منها : قد ترجع إلى صعوبة المادة التي يتعلمونها ، أو عدم إشباعها لحاجتهم واتفاقها وميولهم واستعداداتهم ، أو ترجع إلى الرتابة التي تشيعها طريقة المعلم في التدريس لكونها تسير على وتيرة واحدة وأنها تقدم المعلومات الفيزيائية بصورة مفككة غير متكاملة ، مما جعل المعلمين وأولياء الأمور وبعض الطلاب يطالبون بضرورة أن يكون تدريس الفيزياء يركز على احدث التكامل بين الموضوعات حول موضوع مركزي، أو فكرة رئيسية على أن يتم تبسيطها وتقديمها بصورة محببة ومشوقة للطلاب .
من كل ما سبق ، وتلبية لما ينادي به علماء الفيزياء وخبراء التربية العلمية وتدريس العلوم ،وكذلك الطلاب وأولياء الأمور بضرورة تبسيط الفيزياء ، وتحقيقاً لتوصيات الدراسات والبحوث في هذا المجال  فقد قام الباحث بهذه الدراسة التي تهدف إلى اقتراح نموذج تدريسي متكامل قائم على أشكال وصور لتبسيط الفيزياء يمكن أن يقود إلى تحسن في  تحصيل الطلاب للمفاهيم الفيزيائية وزيادة دافعيتهم  نحو تعلم مفاهيم الفيزياء. 

كيف تعد بحث ؟

التعلـم الجـوال Mobile Learning

التعلم الجوال
د. أحمـــد محمـد ســالــم

مر العالم بعدة ثورات كان لها تأثيرا كبيرا على جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية والتربوية؛ فكانت الثورة الصناعيةIndustrial Revolution فى القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، ثم جاءت الثورة الإلكترونيةElectronics Revolution فى الثمانينات من القرن العشرين التي أدت إلى تطور صناعة الحاسبات الآلية Computers، والبرمجيات CD- ROMs ، والأقمار الصناعية Satellites، وظهر ما يسمى بتكنولوجيا المعلومات Information Technologyوالتى تعنى الحصول على المعلومات بصورها المختلفة ومعالجتها وتخزينها واستعادتها وتوظيفها عند اتخاذ القرارات، وتوزيعها بواسطة أجهزة تعمل إلكترونيا.وتوجد عدة أشكال لتكنولوجيا المعلومات منها: الاتصال بالأقمار الصناعية، وشبكات الهاتف الرقمية، وأجهزة الحاسوب متعددة الوسائط، ومؤتمرات الفيديو التفاعلية، والأقراص المدمجة، وشبكات الحاسوب المحلية والعالمية. ويعد ذلك تحولا من العصر الصناعي إلى العصر المعلوماتي أو عصر المعرفة.
ثم كانت الثورة اللاسلكية Wireless Revolution فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين حيث كان الهاتف الجوال/ المتحرك Mobile Telephone، والأجهزة اللاسلكية Wireless Devices التى انتشرت بسرعة فائقة وبأعداد كبيرة فى العالم أجمع أكبر مؤشر على أهمية الثورة اللاسلكية ودورها فى الحياة.
لقد كان لتلك الثورات الثلاث تأثيرا كبيرا على العملية التربوية، فلم يعد النموذج التقليدي فى التعليم الذى يعتمد على الحفظ والتلقين والاعتماد على المعلم كمحور للعملية التعليمية والكتاب كمصدر أساسي للمعرفة مع المعلم هو النموذج المناسب، بل كان للثورة الصناعية والتطور التقني الذى لازمها الفضل فى ميلاد نموذج جديد هو التعلم عن بعدDistance Learning (dLearning) ، وكان للثورة الإلكترونية فى الثمانينات الفضل فى استخدام الحاسبات وشبكات الاتصال المحلية والعالمية فى التعليم فظهر نموذج التعلم الإلكترونيElectronic Learning (eLearning) الذى ساعد فى جعل التعلم عن بعد وجها لوجه أمرا ممكنا، وأدت الثورة اللاسلكية إلى ظهور نموذج جديد هو التعلم الجوال أو التعلم المتنقلMobile Learning (mLearning) الذي يعتمد على استخدام التقنيات اللاسلكية فى التعلم والتدريب عن بعد مثل الهاتف المحمول/ المتحرك، والمساعد الرقمي الشخصي، والحاسبات الآلية المصغرة مما أدى إلى التحول من بيئة التعلم السلكية إلى بيئة التعلم اللاسلكية .

وتحاول الورقة الحالية إلقاء الضوء على هذا النموذج الجديد الذي أنتجته الثورة اللاسلكية فى القرن الحادي والعشرين ونقلت التعلم من بيئة التعلم السلكية باستخدام الحاسبات إلى بيئة جديدة هي بيئة التعلم اللاسلكية باستخدام الهواتف المحمولة، والمساعدات الرقمية الشخصية، والحاسبات الآلية المصغرة. وهذا النموذج الجديد هو نموذج التعلم الجوال أو التعلم المتنقل m-learning، ويمكن توضيح الجوانب المختلفة المتعلقة بهذا النموذج الجديد فى الإجابة عن الأسئلة التالية:
أسئلة الدراسة:
-------------------
1-
ما هو التعلم الجوال/ المتنقل Mobile Learning ؟

2-
ما التقنيات اللاسلكية التي يمكن استخدامها فى التعلم المتنقل؟

3-
ما الفوائد التربوية من استخدام الأجهزة المتنقلة فى العملية التعليمية؟

4-
ما أوجه التشابه والاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل؟

5-
ما التحديات أو الصعوبات التي تواجه التعلم الجوال/ المتنقل؟

6-
ما التجارب العالمية لاستخدام التعلم المتنقل؟ وما التقنيات المستخدمة؟
ويمكن الإجابة عن الأسئلة السابقة فى المباحث الستة التالية:
المبحث الأول: مفهوم التعلم الجوال/ المتنقل:
------------------------------------------------------------------------------------------------
بدأ منذ سنوات قليلة ماضية وعلى وجه التحديد فى بداية القرن الحادي والعشرين فى الدول الغربية استخدام مصطلح جديد فى مجال التعليم أطلق عليه :
باللغة الإنجليزية: Mobile Learning أو mLearning أو m-Learning .
وباللغة الفرنسية Le mobile learning أو Le m-Learning أو L`apprentissage mobile .
وعقدت بعض المؤتمرات العلمية الدولية(1) خلال الأعوام الثلاثة على التوالي (2004- 2005- 2006) التي تناولت هذا النموذج الجديد.
وكلمة Mobile كصفة أو Le mobile كاسم فى قواميس اللغة الفرنسية تعنى (متحرك أي قابل للحركة أو للتحرك أو الجسم المتحرك)([1])(2) فمثلا

نقول Vacances mobile أي أجازات غير ثابتة التاريخ، ومن هنا يمكن ترجمة المصطلح Mobile Learningأو L`apprentissage mobile إلى ما يلي:
التعلم المتنقل - التعلم النقال - التعلم المتحرك- التعلم الجوال- التعلم بالموبايل - التعلم عن طريق الأجهزة الجوالة (المتحركة) Learning via Mobile Devices .
لقد نادت بعض المقالات والأدبيات والمؤتمرات العلمية الأجنبية بأهمية "التعلم الجوال" m learningوظهر ذلك فى عناوينها أو فى بعض العناوين الرئيسة بها مثل:

M-learning: l`avenir de l`
ducation serait mobile.(3)-

- Mobile Technology: The future of learning in your hands.(4)

- Mobile learning: the next generation.(5)

- Mobile technologies: transforming the future of learning.(6)
وفيما يتعلق بتعريف مصطلح التعلم الجوال/ المتنقل كانت هناك بعض المحاولات التي قدمت تعريفا نذكرها فيما يلي:
يعرف التعلم الجوال/ المتنقل بأنه استخدام الأجهزة المتنقلة أو اللاسلكية فى التعلم المتحرك for Learning on the Move .(7)
ويعرف التعلم الجوال/ المتنقل بأنه استخدام الأجهزة المتحركة Mobile Devices والأجهزة المحمولة باليد Handheld IT Devices مثل الأجهزة الرقمية الشخصية Personal Digital Assistants، والهواتف النقالة Mobile Phones، والحاسبات المحمولة Laptops، والحاسبات الشخصية الصغيرة



Tablet PCs
في التدريس والتعلم. (8)
والتعلم المتنقل Mobile learning، والذي يطلق عليه أحيانا m-learning، هو التعلم الذى يتم باستخدام الأجهزة المحمولة الصغيرة Small/Portable Computing Devices وتشمل هذه الأجهزة الحاسوبية: الهواتف الذكية Smartphones، والمساعدات الرقمية الشخصية (PDAs) ، والأجهزة المحمولة باليدDevices . Hand- Held(9)
ويمكن تعريف التعلم الجوال/ المتنقل إجرائيا بأنه استخدام الأجهزة اللاسلكية الصغيرة والمحمولة يدويا مثل الهواتف النقالة Mobile Phones، والمساعدات الرقمية الشخصية PDAs ، والهواتف الذكية Smartphones، والحاسبات الشخصية الصغيرة Tablet PCs، لتحقيق المرونة والتفاعل
فى عمليتي التدريس والتعلم فى أي وقت وفي أي مكان.
المبحث الثاني: التقنيات اللاسلكية التي يمكن استخدامها فى التعلم المتنقل:
------------------------------------------------------------------------------------------------------
أفرزت الثورة اللاسلكية عدد من التقنيات اللاسلكية اعتمد عليها التعلم النقال مثل الهواتف النقالة، والمساعدات الرقمية الشخصية، والحاسبات الآلية المصغرة (حاسبات اللوحة) Tablet PCs ، ويمكن إلقاء الضوء عليها فيما يلي:
أولا: الهواتف النقالة/ الجوالة:
---------------------------------
جاءت فكرة الهاتف النقال Mobile Phone من فكرة عمل الراديو، فقد وجد الباحثون أنه من الممكن تطوير تكنولوجيا جديدة لاستقبال وإرسال البيانات عبر مجموعة من الترددات التي يمكن استخدامها عدة مرات عن طريق ضغط البيانات، وإرسالها عبر وحدات زمنية قصيرة جدا لإجراء مجموعة من المكالمات الهاتفية فى الوقت نفسه، وتعتمد هذه التكنولوجيا على وحدة أساسية تسمى الخلية، التي تعتبر بدورها جزءا من النظام المتنقل للشبكة. ويوجد نوعان من الشبكات المستخدمة:
الشبكة الشخصية اللاسلكية Wireless Personal Area Network (WPAN) وهي عبارة عن وصلات لاسلكية بين عدة أجهزة مختلفة فى إطار مسافات قصيرة(عدة أمتار) بواسطة البلوتوث فى معظم الحالات، لأن تكنولوجيا البلوتوث تعمل فى مجال ضيق لا يتعدى أمتارا، لذا فإن استعمالاتها تنحصر فى الأماكن الضيقة عبر الشبكة الشخصية اللاسلكية كالمنازل والمكاتب الصغيرة.
أما الشبكات المحلية اللاسلكية Wireless Local Area Network (WLAN) وهي خاصة بالشبكات المحلية فى الشركات والمنازل والأماكن العامة، فكل الأجهزة الموجودة فى نطاق مغطى بشبكة WLAN يمكنها التواصل فيما بينها. (10)
لقد تطورت الهواتف النقالة تطورا كبيرا خلال العقود الثلاثة الماضية حيث مرت بمراحل تطور عديدة أضافت كل مرحلة إلى سابقتها الكثير حتى ظهرت بالشكل الذي نراه حاليا حيث بدأت شركة "موتورولا" Motorola بصناعة الهواتف النقالة أوائل الثمانينات من القرن العشرين، ثم جاءت شركة "نوكيا" Nokia في النصف الثاني من الثمانينات، ومع التطور فى صناعة الهواتف النقالة، وتصغير حجمها، وقلة وزنها، وانخفاض أسعارها وأسعار المكالمات الهاتفية، زاد ذلك من نسبة مبيعات الشركات المصنعة منذ عشرة سنوات تقريبا.
لقد انتشرت الهواتف النقالة بصورة غير مسبوقة فى تاريخ الأجهزة التكنولوجية كلها تقريبا.فشركة نوكيا التي تسيطر على حوالي 30% من سوق الهواتف النقالة عالميا باعت حتى الآن حوالي 1.5 مليار هاتف كما ذكرت مجلة "The Economist". وفى أوائل شهر مارس 2005 أصدرت مؤسسة جارتنر لأبحاث السوق تقريرا يقول بأن مبيعات الهواتف النقالة بلغت خلال عام 2004 حوالي 674 مليون وحدة، بزيادة قدرها 30% عن عام 2003. وتوقع التقرير أن تصل مبيعات عام 2005 ما يتراوح بين 730-770 وحدة. وتوقعت مجلة "Slate" الأمريكية أنه بين عامي 2010 و2020ستختفى تماما الهواتف الثابتة التقليدية. لقد أصبحت الهواتف النقالة الأداة التكنولوجية الوحيدة التي لا تكاد تفارق مستخدميها فى ليل أو نهار. ومن ثم سعت العديد من الشركات إلى دمج المزيد والعديد من التقنيات والخدمات فى الهواتف النقالة. وبذا دشنت المرحلة الثانية فى مسيرة ارتقاء الهواتف النقالة. (11)
ويمكن إلقاء الضوء على الخدمات التي تقدمها الهواتف النقالة فيما يلي:
---------------------------------------------------------------------------------------------
1-
خدمة الرسائل القصيرة Short Message Service (SMS) :
--------------------------------------
تسمح لمستخدمي الهاتف النقال بتبادل رسائل نصية قصيرة فيما بينهم بحيث لا تتجاوز حروف الرسالة الواحدة 160 حرفا.

2-
خدمة الواب (WAP) بروتوكول التطبيقات اللاسلكية:
-------------------------------------------------
الواب Wireless Application Protocol (WAP) هو معيار عالمي يتضمن مواصفات وقواعد اتصالات محددة اتفقت عليه مجموعة من الشركات مثل (Ericsson, Nokia, Motorola) ويساعد المستخدمين فى الدخول إلى الإنترنت لاسلكيا باستخدام الأجهزة اللاسلكية الصغيرة المحمولة مثل الهواتف النقالة والمساعدات الرقمية الشخصية الخ حيث يوحد طريقة وصول الأجهزة اللاسلكية إلى الانترنت، ويسهل عملية نقل وتبادل البيانات والاستفادة من بقية خدماتها المختلفة مثل البريد الإلكتروني، الأخبار، الأحوال الجوية، الألعاب الرياضية، الحوار.
لقد وفر الواب للأجهزة النقالة القدرة على الانتقال إلى أجهزة تفاعلية، ويختلف الواب WAP عن الويب (Web)؛ فالأول هو خاص بالأجهزة النقالة كأجهزة الهواتف النقالة وحاسبات الجيب والأجهزة الذكية في الدخول إلى الإنترنت، أما الثاني فهو خاص بأجهزة الحاسوب والإنترنت.
وإذا كانت عملية تصميم صفحات الويب (Web) تعتمد على لغة Hyper Text Markup Language (HTML) ولتسهيل تفاعل المستخدم مع الموقع يتم استخدام لغة Java Script ، فإن الواب يستخدم لغة Wireless Markup Language (WML) لوضع ترميز محتوى الصفحات، ويتم استخدام نفس خاصية التفاعل فى الواب باستخدام لغة ترميز الصفحات WML Script فى نظام الشبكات اللاسلكية.
مما سبق يتضح أن الواب يعد ضرورة أساسية للدخول إلى الإنترنت عن طريق الأجهزة النقالة لأنه يناسب الشبكات اللاسلكية، ويمكن الاتصال لفترات طويلة بالإنترنت دون انقطاع، وقد دعمت ذلك عدة شركات من أهمها: شركة نوكيا، وشركة إريكسون، وشركة موتورولا، وشركة مايكروسوفت.

3-
خدمة التراسل بالحزم العامة للراديو(GPRS):
------------------------------------------------
تقنية GPRS هي تقنية مبتكرة جديدة تسمح للهواتف النقالة بالدخول إلى الإنترنت بسرعة فائقة وإمكانية استقبال البيانات والملفات وتخزينها واسترجاعها وتبادلها لاسلكيا بسرعة فى حدود 171.2 كيلوبايت فى الثانية والوصول إلى كم أكبر من المعلومات المتاحة من خدمة الواب وبتكلفة أقل وجهد أقل حيث يتم حساب التكلفة بناء على حجم البيانات وليس بناء على مدة الاتصال (دون الحاجة إلى الاتصال بالانترنت فى كل مرة لان المستخدم على اتصال دائم بالإنترنت).
ويحتاج الهاتف النقال إلى أن يكون مهيأ لاستخدام تقنية GPRS والاشتراك فى خدمات GPRS WAP ، وتعتبر أجهزة الهواتف النقالة الحديثة مجهزة بهذه التقنية حيث يستطيع المستخدم الدخول إلى الإنترنت فى أي وقت ومن أي مكان لتصفح الإنترنت Mobile Internetوقراءة البريد الالكتروني والرد عليه وإرسال واستقبال رسائل الوسائط المتعددة MMS.

4-
خدمة البلوتوثBluetooth :
----------------------------------
تقنية الاتصال اللاسلكي بلوتوث Bluetooth Wireless Technology تربط مجموعة من أجهزة الاتصال المحمولة مع بعضها البعض بروابط لاسلكية قصيرة المدى مثل الهواتف النقالة، والحاسوب الجيبي لتبادل البيانات والملفات بينها لاسلكيا.

5-
خدمة الوسائط المتعددة MMS:
--------------------------------------
تتيح هذه الخدمة للمستخدم إرسال واستقبال الرسائل متعددة الوسائط MMS حيث يمكن تبادل الرسائل النصية، ولقطات الفيديو، والرسوم المتحركة، والصور الملونة.
لقد أطلقت دول كثيرة حاليا الجيل الثالث 3G من الهواتف النقالة حيث تسمح إمكانات هذا الجيل بتقديم مجموعة كبيرة من الخدمات اللاسلكية كإجراء اتصالات مرئية تفاعلية مباشرة بالصوت والصورة حيث يرى المتصلون بعضهم بعضا من خلال الهواتف النقالة المتوافقة مع تقنية هذا الجيل، ونقل البيانات بسرعة عالية تصل إلى 2 ميجا بايت فى الثانية، كما تتيح إمكانية الاتصال بالإنترنت بسرعة عالية، وتسمح بتبادل رسائل الوسائط المتعددة، وتنظيم مؤتمرات الفيديو، وتوفير خدمة تحديد المواقع عبر الهاتف النقال، والصرف الآلي، وإمكانية مشاهدة القنوات الفضائية عبر الهاتف النقال، مع سرعة إنجاز هذه الخدمات.
ومن المتوقع إطلاق الجيل الرابع 4G من الهواتف النقالة بحلول عام 2010حيث من المتوقع زيادة سرعات الهاتف التي قد تصل إلى 100 ميجابيت في الثانية.
ثانيا: المساعدات الرقمية الشخصيةPDAs :
------------------------------------------------------------------------------------------
المساعدات الرقمية الشخصية Personal Digital Assistants والتي يطلق عليها أيضا PDAs هي أجهزة حاسوب محمولة باليد Handheld Devicesأو توضع فى الجيب، وصممت فى البداية لاستخدامها فى تنظيم المواعيد الشخصية، وتخزين هواتف الأصدقاء وعناوينهم، وتسجيل البيانات الخاصة، وكتابة الملاحظات أثناء المحاضرات أو الاجتماعات، وقوائم بالمهامTask Lists .
ومع مرور الوقت تطورت هذه الأجهزة إلى حاسبات آلية مصغرة حيث أصبحت قادرة على تشغيل برامج تحرير النصوص والجداول الحسابية. ومع ظهور جيل جديد من هذه الأجهزة وانتشارها بين الناس تطورت الخدمات التي تقدمها بصورة كبيرة مثل الاتصال الهاتفي اللاسلكي Mobile Phones، وتحميل الملفات الصوتية والمرئية، وعرض لقطات الفيديو، والاتصال بالإنترنت وتصفحه، وتحميل الكتب الإلكترونية وقراءتها، وقراءة البريد الإلكتروني باستخدام أجهزة مودم لاسلكية، كما تسمح بالاتصال بالشبكات المحلية الإنترانت Intranet والإكسترانت Extranet، توفير الاتصالات بالأشعة تحت الحمراء مما سمح بنقل البيانات لاسلكيا عبر مسافات قصيرة، وألعاب الوسائط المتعددةMedia Players ، وتسمح بتبادل الاتصال والبيانات مع حاسوبك الشخصي أو المحمول لاسلكيا باستخدام الأشعة تحت الحمراء مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني ثم نقلها إلى جهازك الشخصي لإرسالها، أو تحديث المواعيد والملفات بين الجهازين.
وتحمل جميع المساعدات الرقمية الشخصية المتوافرة الآن ذاكرة مدمجة داخلها تتراوح ما بين 3ميجا بايت و64ميجابايت، مع العلم أن 2 ميجا بايت من الذاكرة يعد كافيا لحمل بيانات العناوين والمواعيد والملاحظات إضافة إلى معظم البرامج الشخصية، إلا أن وجود المزيد من الذاكرة سيسمح بتخزين الملفات كبيرة الحجم مثل ملفات الملاحظات الصوتية ولقطات الفيديو والبرامج الكبيرة، وتسمح بعض المساعدات الرقمية الشخصية بإضافة المزيد من الذاكرة باستخدام بطاقات صغيرة يتم تركيبها داخل الجهاز.
وتستخدم الغالبية العظمى من المساعدات الرقمية الشخصية أداة تشبه القلم للنقر على الشاشة لإدخال البيانات، حيث تظهر الحروف والأرقام فى شكل يشبه لوحة المفاتيح إلى شاشة الجهاز، والنقر على تلك الحروف والأرقام يمثل الضغط على مفاتيح لوحة المفاتيح العادية فى أجهزة الحاسوب الشخصية. والعديد من المساعدات الرقمية الشخصية تسمح أيضا بكتابة الملاحظات بخط اليد العادي، وبعض هذه الأجهزة توفر إمكانية تحويل خط اليد إلى نصوص. وهناك عدد من أجهزة المساعدات الرقمية الشخصية التي تأتى بلوحات مفاتيح صغيرة مدمجة والبعض منها يوفر إضافة إلى لوحة المفاتيح إمكانية استخدام القلم بديلا للفأرة، حيث يمكن استخدامه بالنقر على الرموز وتحريك أشرطة التمرير وما إلى ذلك، ومن ناحية أخرى توفر معظم المساعدات الرقمية الشخصية صغيرة الحجم إمكانية توصيل لوحات مفاتيح خارجية بها. وهناك أحجام مختلفة من الشاشات، بعضها على شكل أفقي، وبعضها على شكل رأسي. (12)


أنواع المساعدات الرقمية الشخصية:
-------------------------------------------------------------------------------------------
تقسم معظم المساعدات الرقمية الشخصية إلى نوعين رئيسيين هما: أجهزة الحاسوب الكفية Handheld PC أو Palm top ، وأجهزة حاسوب الجيب Pocket PCكما يتضح فيما يلى 13)

1-
أجهزة الحاسوب الكفية:
--------------------------
تتميز أجهزة الحاسوب الكفية بوجود شاشة كبيرة توفر مساحة أكبر لعرض البيانات بشكل يقترب من بيئة العمل فى أجهزة الحاسوب المحمولة وبدعمها لعدد كبير من البرامج الشبيهة فى طريقة تشغيلها ببرامج نظام ويندوز ولا سيما مجموعة برامج ميكروسوفت أفيس Microsoft Office . وتوجد أجهزة حاسوب كفية تحتوى على لوحات مفاتيح مدمجة بالجهاز، ويعمل معظمها بنظام التشغيل "هاند هيلد بى سى 2000" وهو إصدارة حديثة من نظام التشغيل "ويندوز سى أي" مخصصة لهذه النوعية من الأجهزة.
ويعاب على هذه الأجهزة أنها أكبر حجما وأثقل وزنا من أجهزة حاسبات الجيب، كما أن بطارياتها تبقى لفترة قصيرة نسبيا مقارنة بأجهزة حاسبات الجيب.

2-
أجهزة حاسوب الجيب:
----------------------------
أجهزة حاسوب الجيب Pocket PC تتميز بخفة الوزن وصغر الحجم وطول عمر البطارية، ويعيبها مساحة شاشاتها الصغيرة إذ لا تتعدى 320/240 بيكسل، ولا تأتى هذه النوعية من المساعدات الرقمية الشخصية عادة بلوحات مفاتيح وإنما تظهر لوحة المفاتيح على الشاشة، ومعظم أجهزة حاسوب الجيب المتوافرة حاليا تعمل بنظام "بالم" Palm أو نظام التشغيل "بوكيت بى سى2002" Pocket PC 2002 . ومن أمثلة هذه الأجهزة جهاز "زاير21" الكفي Palm Zire 21hand held، وجهاز "نوكيا 9210" Nokia 9210 ، وجهاز كومباك إباك Compac IPAQ.
وبعض هذه الأجهزة مجهز بنظام تشغيل ويندوز Windows ويسمى نظام التشغيل سي إي (ce) وهو محمل بالبرامج التطبيقية مثل الوورد والإكسل ومتصفح الإنترنت.
وبالنظر إلى المكتبات فلم تقف على الوضع التقليدي كمجرد حافظة للكتب والدوريات العلمية بل تتسابق فى الاستفادة من التقنيات الحديثة؛ أدخلت الإنترنت لإفادة مستخدميها، وبتطور التقنيات الحديثة تحاول المكتبات مواكبة هذا التطور لإحداث نقلة نوعية فى التواصل المعلوماتي Information Communication بين المكتبة والمستفيد، فهناك محاولات عديدة الآن للاستفادة من خدمات الأجهزة الرقمية الشخصية اليدوية PDAs.
لقد أصبحت المكتبات بجميع أنواعها مجبرة على تقديم اتصال لاسلكي للمستفيدين لوجود أجهزة ذكية مثل البالم تتميز بقدرات تقنية عالية كالاتصال الهوائي مستفيدة من البث النظامي المكتبي وخدمات شبكة الهاتف النقال، بالإضافة لصغر حجمها اللامعقول. إن عدد المكتبات المهتمة بتقديم خدمات التقنية اليدوية (PDA) ازداد بشكل ملحوظ فى السنوات الخمس الأخيرة، خاصة مع ارتفاع المستوى الوظيفي لهذه الأجهزة ولانتشار البرامج الخدمية لها. (14)
لقد حظيت فكرة خدمات الأجهزة اليدوية فى دورة جمعية المكتبات الأمريكية لعام 2003 على مستوى عالي من الاهتمام، وقيل عنها "أحدث اتجاه تقني فى عالم المكتبات". وأفادت دراسة حديثة أعدتها مكتبات كلية سيمنز الأمريكية فى بوسطن، أن عدد مكتبات كلية الجامعة التي توفر خدمات الأجهزة اليدوية ازداد بشكل كبير فى السنوات الأخيرة حيث بلغت أكثر من 50 مؤسسة. ومن الدراسات التي أعدت لتقييم مدى فاعلية هذه الأجهزة اليدوية تمت فى كندا فى جامعة ألبرتا والتي تعتبر من أكبر المكتبات الكندية حيث توفر خدماتها لأكثر من 35000 طالب و 1500 عضو هيئة تدريس.وأظهرت الدراسة أن عدد المستخدمين فى ازدياد مستمر، وأن هناك شبه رضاء تام عن الخدمات المكتبية التي توفر عن طريق البث للأجهزة اليدوية،53% من المستفيدين يرون أهمية الاستعارة الإلكترونية E-books من خلال الأجهزة اليدوية، كما أظهرت الدراسة أن 75% من المستفيدين يرغبون فى تحميل نتائج البحث فى قواعد البيانات إلى أجهزتهم اليدوية، و46% يرون أهمية الوصول إلى فهارس المكتبة من خلال الأجهزة اليدوية.(15)


ثالثا: الحاسبات الآلية المصغرة (أو حاسبات اللوحة)Tablet PC :
----------------------------------------------------------------------------------------------
تعد حاسبات اللوحة تطوير لأجهزة الحاسوب المحمول Laptops، ويوجد حاسب اللوحة مصحوب بلوحة مفاتيح يمكن فصلها أو طيها وقد يوجد بدون لوحة مفاتيح، ولذلك يوجد النوع الأخير بشاشات حساسة قابلة للمس مع قلم رفيع لإدخال البيانات.
وتعمل هذه الأجهزة بنظام Windows XP، وتمتاز بالتعرف على بصمة اليد، وتحتوى على بطارية تدوم أطول من ثلاث إلى خمس ساعات، كما بها إمكانية استخدام الأشعة تحت الحمراء Infrared لنقل البيانات من مكان قريب.(16)

المبحث الثالث:الفوائد التربوية من استخدام الأجهزة المتنقلة فى العملية التعليمية:
---------------------------------------------------------------------------------------------

يمكن استخدام الأجهزة الرقمية الشخصية والهواتف النقالة وحاسبات اللوحة Tablet PC فى إنجاز العديد من المهام التعليمية Educational Tasks وإن اختلف دور كل منها.
إن معظم الأجهزة المتنقلة تكون مفيدة فى التعليم والتدريس وتسهيل مهام المعلمين، وتعد أيضا أدوات مساعدة للتعلم Learning بالنسبة للطلاب كما يتضح مما يلي17)
يمكن للطلاب التفاعل مع بعضهم البعض ومع المعلم بدلا من الاختباء وراء الشاشات الكبيرة Large Monitors.
يسهل وضع الكثير من الأجهزة المتنقلة فى الفصل الدراسي من وجود أجهزة الحاسوب المكتبية Desktops والتي تتطلب مساحة كبيرة.
معظم الأجهزة الرقمية الشخصية PDAs أو الحاسبات الآلية المصغرة PC Tablet التي تحمل المذكرات والكتب الإلكترونية تكون أخف وزنا وأصغر حجما وأسهل حملا من الحقائب المليئة بالملفات والكتب أو من الحاسبات المحمولة أيضا.
تساعد برامج التعرف على الكتابة اليدوية فى الأجهزة الرقمية الشخصية PDAs والأجهزة المصغرة Tabletsفى تحسين مهارات الكتابة اليدوية Handwriting Skills لدى الطلاب.
الكتابة اليدوية باستخدام القلم Stylus Pen هي أكثر سهولة من استخدام لوحة المفاتيح والفأرة.
يمكن رسم المخططات والخرائط مباشرة على شاشات الحاسبات المصغرة باستخدام البرمجيات النموذجية Standard Software
يمكن تدوين الملاحظات باليد Handwritten أو بالصوت Voice مباشرة على الجهازDevice أثناء الدروس الخارجية أو الرحلات.
إمكانية إجراء التسجيل الإلكتروني Electronic Registration وإدخال البيانات Inputting Data أثناء الدروس العملية أو الخارجية عندما لا تكون الحاسبات الآلية Desktops مناسبة أو ثقيلة جدا مثل التجارب العلمية، ودروس الطبخ، وزيارة المزارع.
المشاركة في تنفيذ العمليات والمهام فى العمل الجماعي (التشاركي) بحيث يمكن للعديد من الطلاب والمعلم تمرير الجهاز بينهم أو استخدام خيار الأشعة تحت الحمراء Infrared Function في الأجهزة الرقمية الشخصية أو استخدام الشبكة اللاسلكية مثل البلوتوث Bluetooth .
يمكن للمعلمين استخدامه فى توزيع العمل على الطلاب بسهولة وبشكل طبيعي باستخدام القلم الرفيع.
يمكن استخدام تلك الأجهزة فى أي وقت وأي مكان فى المنزل أو فى القطار أو فى الفنادق.
تعد الأقلام الرفيعة Stylus Pens أكثر ملائمة وسهولة لتصفح مواقع الإنترنت Web Browsing بحيث يمكن النقر مباشرة على الروابط Links بالقلم بدلا من استخدام الفأرة.
جذب المتعلمين: فالشباب الذين تسربوا من التعليم يمكنهم الاستمتاع باستخدام أجهزة الهاتف النقال، وأجهزة الألعاب Games Devices مثل Gameboys فى التعلم.
تزيد من الدافعية والالتزام الشخصى للتعلم فإذا كان الطالب سوف يأخذ الجهاز إلى البيت فى أي وقت يشاء فإن ذلك يساعده على الالتزام وتحمل المسئولية.
قد تؤدى الأجهزة الرقمية الشخصية والهواتف النقالة إلى سد الفجوة الرقمية لأن تلك الأجهزة تكون أقل تكلفة من الحاسبات المكتبية.
يمكن استخدام خدمات الرسائل القصيرة SMS للحصول على المعلومات بشكل أسهل وأسرع من المحادثات الهاتفية أو البريد الإلكتروني مثل جداول مواعيد المحاضرات أو جداول الاختبارات وخاصة مع إجراء تعديلات طارئة على هذه الجداول.
تستخدم كتقنية مساعدة للمتعلمين الذين يواجهون صعوبات تعلم Learning Difficulties.
المبحث الرابع: أوجه التشابه والاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل:
------------------------------------------------------------------------------------------
ظهر في السنوات الأخيرة فى ميدان التعليم مصطلحات حديثة مثل التعلم الالكتروني eLearning والتعلم المتنقل mLearning، ويمكن تعريف التعلم الإلكتروني بأنه "منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للمتعلمين أو المتدربين فى أي وقت وفى أي مكان باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل (الإنترنت، الإنترانت، الإذاعة، القنوات المحلية أو الفضائية للتلفاز، الأقراص الممغنطة، البريد الإلكتروني، أجهزة الحاسوب، المؤتمرات عن بعد . .) لتوفير بيئة تعليمية/ تعلمية تفاعلية متعددة المصادر بطريقة متزامنة فى الفصل الدراسي أو غير متزامنة عن بعد دون الالتزام بمكان محدد اعتمادا على التعلم الذاتي والتفاعل بين المتعلم والمعلم".
ويعرف كوين Quinn (2000-2001) التعلم المتنقل بأنه: "التعلم الإلكتروني باستخدام الأجهزة المتنقلة: البالم، وآلات الويندوز سي أي، وأي جهاز تليفون رقمي والتي يمكن تسميتها أدوات المعلومات".(18)
ويدمج هاريس (2001) Harris التكنولوجيا مع مبدأ مرونة التعليم عن بعد فى هذا التعريف: "النقطة التي تتفاعل فيها الأجهزة المتنقلة مع التعلم الإلكتروني ليثمر ذلك خبرة تعلمية Learning Experience تحدث فى أي وقت وفى أي مكان".(19)
ويذكر ديسموند كيجانDesmond Keegan أن هدفنا من تصميم بيئة تعتمد على المتعلم المتنقل هو زيادة مرونة التعليم عن بعد والتي تراجعت خطوات للوراء-إلى حد ما- حينما تحولت من التعليم المعتمد على الكتب والأوراق إلى التعلم الذي يعتمد على الانترنت وهو ما يتطلب أن يجد الطلاب المكان والوقت وجهاز الحاسب الموصل مع الانترنت". (20)
أوجه التشابه بين التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل: (21)
-------------------------------------------------
1-
يقدم التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل نوع جديد من الثقافة هي "الثقافة الرقمية" والتي تركز على معالجة المعرفة وتساعد الطالب على أن يكون هو محور عملية التعلم وليس المعلم.

2-
يحتاج النموذجان: التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل إلى تكلفة عالية وخاصة فى بداية تطبيقهما وذلك لتجهيز البنية التحتية حيث يتطلب نموذج التعلم الإلكتروني إلى حاسبات مكتبية، وإنتاج برمجيات تعليمية، وتصميم مناهج إلكترونية تنشر عبر الانترنت، ومناهج إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت، وتدريب المعلمين والطلاب على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة المستخدمة، وبحاجة أيضا إلى توفير بيئة تفاعلية بين المعلمين والمساعدين من جهة وبين المتعلمين من جهة أخرى، وكذلك بين المتعلمين فيما بينهم.
أما نموذج التعلم المتنقل فيتطلب تأسيس شبكة لاسلكية، وأجهزة لاسلكية متنقلة مثل الهواتف النقالة، والمساعدات الشخصية الرقمية، وأجهزة اللوحة، وتصميم مناهج إلكترونية، وتدريب العنصر البشري كما يتم في النموذج الأول.

3-
يقدم التعلم الإلكتروني في أشكال ثلاثة مختلفة: التعلم الالكتروني الجزئي، التعلم الالكتروني المختلط، التعلم الالكتروني الكامل، ويمكن استخدام التعلم المتنقل فى نفس الأشكال السابقة فقد يكون جزئيا مساعدا للتعلم الصفي التقليدي، أو التعلم المتنقل المختلط الذي يجمع بين التعلم الصفي والتعلم المتنقل، أو التعلم المتنقل الكامل وهو التعلم المتنقل عن بعد حيث لا يشترط مكان ولا زمان فى التعلم.

4-
يؤدى التعلم الإلكتروني أو التعلم المتنقل إلى نشاط الطالب وفاعليته فى تعلم المادة العلمية لأنه يعتمد على التعلم الذاتي.

5-
يقدم المحتوى العلمي فى النموذجين فى هيئة نصوص تحريرية، وصور ثابتة ومتحركة، ولقطات فيديو، ورسومات.

6-
يسمح النموذجان للطلاب بالدخول إلى الإنترنت وتصفحه والحصول على محتوى المادة الدراسية.

7-
يسمح النموذجان بحرية التواصل مع المعلم فى أي وقت وطرح الأسئلة، ولكن تختلف الوسائل فقد تكون عن طريق البريد الإلكتروني في النموذج الأول، وعن طريق الرسائل القصيرة SMS فى النموذج الثاني.

8-
يتنوع زملاء الطالب من أماكن مختلفة من أنحاء العالم فليس هناك مكان بعيد أو صعوبة فى التعرف على أصدقاء وزملاء.

9-
يعتمد النموذجان على طريقة حل المشكلات، وينميان لدى المتعلم قدراته الإبداعية والناقدة.

10-
يسمح النموذجان بقبول أعداد غير محددة من الطلاب من أنحاء العالم.

11-
سهولة تحديث المواد التعليمية المقدمة إلكترونيا في كلا النموذجين.
أوجه الاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل:
-----------------------------------------------------
1-
يعتمد التعلم الإلكتروني على استخدام تقنيات إلكترونية سلكية مثل الحاسبات المكتبية Desktops والحاسبات المحمولة Laptops. أما التعلم المتنقل فيعتمد على استخدام تقنيات لاسلكية مثل الهواتف النقالة، والمساعدات الشخصية الرقمية، والحاسبات الآلية المصغرة، والهواتف الذكية.

2-
يتم الاتصال بالإنترنت مع تقنيات التعلم الإلكترونية سلكيا، وهذا يتطلب ضرورة الوجود فى أماكن محددة حيث تتوفر خدمة الاتصال الهاتفي. أما فى التعلم المتنقل فيتم الاتصال بالإنترنت لاسلكيا (عن طريق الأشعة تحت الحمراء)وهذا يتم فى أي مكان دون الالتزام بالتواجد فى أماكن محددة مما يسهل عملية الدخول إلى الإنترنت وتصفحه في أي وقت وأي مكان.

3-
يمتاز التعلم المتنقل بسهولة تبادل الرسائل بين المتعلمين بعضهم البعض، وبينهم وبين المعلم عن طريق رسائل SMS أو MMS ، أما فى التعلم الالكتروني فالأمر يحتاج إلى البريد الإلكتروني وقد لا يطلع عليه المعلم أو الطلاب فى الحال.

4-
يسهل التعلم المتنقل في أي وقت وفى أي مكان حيث لا يشترط مكان معين على عكس التعلم الإلكتروني الذي يتطلب الجلوس أمام أجهزة الحاسوب المكتبية أو المحمولة فى أماكن محددة.

5-
يسهل تبادل الملفات والكتب الإلكترونية بين المتعلمين فى نموذج التعلم المتنقل حيث يمكن أن يتم ذلك عن طريق تقنية البلوتوث أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وهذا لا يتوفر فى التعلم الإلكتروني.

6-
إمكانات التخزين فى التقنيات اللاسلكية التي يستخدمها التعلم المتنقل هي أقل من إمكانات التخزين فى التقنيات السلكية التي يستخدمها التعلم الإلكتروني.
المبحث الخامس: التحديات أو الصعوبات التي تواجه التعلم الجوال/ المتنقل:
-------------------------------------------------------------------------------------------------
رغم التقدم الهائل والسريع في صناعة الأجهزة المتنقلة بأنواعها المختلفة ومحاولة التغلب على نواحي قصورها إلا أن هذه الأجهزة ما زالت بها بعض جوانب القصور التي من المتوقع أن يتم التغلب عليها في القريب العاجل نظرا للبحوث والتطبيقات المتقدمة للأجهزة اللاسلكية، هذا من جانب، ومن جانب آخر قد يواجه نموذج التعلم المتنقل بعض التحديات أو الصعوبات أثناء عملية التطبيق في الواقع الميداني في العملية التعليمية، نحاول أن نستعرض العيوب الحالية للأجهزة المتنقلة وكذا التحديات والصعوبات التي تواجه تطبيق التعلم المتنقل وذلك لإجراء المزيد من البحوث للتغلب عليها والاستفادة الكاملة من هذا النموذج الجديد. (22)

صغر حجم الشاشة Small Screen فى الأجهزة المتنقلة وخاصة الهواتف النقالة والأجهزة الرقمية الشخصية مما يقلل من كمية المعلومات التي يتم عرضها.

سعة التخزين محدودة وخاصة فى الهواتف النقالة والأجهزة الرقمية الشخصية.

يستغرق عمل البطاريات مدة قصيرة ولذلك تتطلب الشحن بصفة مستمرة، ويمكن فقد البيانات إذا حدث خلل عند شحن البطارية.

كثرة الموديلات واختلافها يؤدى إلى عدم الألفة السريعة مع الأجهزة وخاصة مع اختلاف أحجام الشاشات وأشكالها.

يمكن فقده أو سرقته بسهولة أكثر من أجهزة الحاسبات المكتبية.

اقل قوة ومتانة من أجهزة الحاسبات المكتبية.

صعوبة استخدام الرسوم المتحركة Moving Graphics خاصة مع الهاتف النقال (ولكن أجهزة الجيل الثالث والرابع سوف تسهل ذلك).

يصعب ترقيتها وتطويرها.

تغير سوق بيع هذه الأجهزة المتنقلة بسرعة مذهلة، مما يجعل الأجهزة قديمة بشكل سريع.

محدودية القدرة على التوصيل والتوافق مع الأجهزة الأخرى، على الرغم من أن تقنية البلوتوث بدأت في تناول هذه القضية.

هناك قضايا أو أمور أمنية قد يتعرض لها المستخدم عند اختراق الشبكات اللاسلكية باستخدام الأجهزة النقالة Mobile Devices .

قد تقل كفاءة الإرسال مع كثرة أعداد المستخدمين للشبكات اللاسلكية.

هناك صعوبة في الطباعة إذا لم يتم توصيل الجهاز بشبكة ما Network .

يحتاج المعلمون والطلاب إلى تدريب لاستخدام تلك الأجهزة بإتقان وفاعلية.

يتطلب تطبيق نموذج التعلم النقال إلى تأسيس بنية تحتية: شبكات لاسلكية، أجهزة حديثة.

تغيير أو تعديل الآراء والاستخدامات الخاطئة للأجهزة المتنقلة وتوظيفها توظيفا صحيحا.

وضع استراتيجية واضحة المعالم لتطبيق نموذج التعلم النقال.

تصميم وإعداد المناهج الدراسية المناسبة.
المبحث السادس: التجارب العالمية لاستخدام التعلم المتنقل والتقنيات المستخدمة:
------------------------------------------------------------------------------------------------
توجد بعض التجارب العالمية لتطبيق التعلم المتنقل باستخدام تقنيات لاسلكية مختلفة مثل مشروع ليوناردو دا فينشى Leonardo da Vinci للاتحاد الأوروبي: "من التعلم الإلكتروني إلى التعلم المتنقل". ويعرض هذا المشروع تصميم بيئة تعلم للتقنيات اللاسلكية وكذلك يقدم نماذج لهذه البيئة. (23)
وهناك مشروع أخر هو مشروع القوى اليدوية Palm Power Enterprise (24) ، ويحاول هذا المشروع جعل التعلم المتنقل حقيقة ممكنة حيث يتم تقديم محتوى المقرر Courseware باستخدام المساعد الشخصي الرقمي متضمنا الحركة والصوت ذو الجودة العالية والتصفح فى الجهاز كما يسمح للمتعلمين باختبار قدراتهم .

خاتمـة:
----------
إذا كان الاتصال التقني يتضمن الاتصال السلكي والاتصال اللاسلكي، وإذا كان الاتصال السلكي عن طريق الحاسبات والهواتف الثابتة قد حقق نجاحا وأثبت فاعلية في العملية التعليمية وهذا ما أكدته العديد من البحوث، فإن الواقع الحالي والمستقبل القريب هو للاتصال اللاسلكي باستخدام التقنيات اللاسلكية التي انتشرت الآن في معظم دول العالم، وحاولت بعض الدول تطبيق هذه التقنيات الجديدة فى التعليم وأظهرت بعض البحوث فاعليتها مثل دراسة ريجت وبيكتا وبيرى (2003) Wright; Becta &Perry(25) ، ودراسة وينتزل (2005) Wentzel(26) ، ودراسة ويشارت ومكفارلين ورامسدين (2005) Wishart; McFarlane (27)& Ramsden .
إن التخطيط لاستراتيجيات التعليم المستقبلي قبل الجامعي أو الجامعي فى مصر أو في الدول العربية الأخرى يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه الثورة اللاسلكية ومنتجاتها التي أصبحت فى أيدينا، ومع الصغير والكبير، ويتوقف استخدامها على الاتصال الهاتفي فقط، ويجب أن نسعى لتوظيفها في منظومة التعليم، وفى منظومة التعليم والتعلم عن بعد حتى تؤتى هذه الأعداد الكبيرة من الأجهزة المتنقلة والأموال التي صرفت فيها بثمارها على تعليم وتعلم أجيال لا يتوقف طموحها على اكتساب التحصيل المعرفي فقط بل يمتد إلى اكتساب مهارات التفكير الابتكاري والناقد واكتساب المهارات العملية فى المجالات المختلفة.
ويتضح من العرض السابق من خلال المباحث الستة مدى أهمية هذا النموذج الجديد "التعلم المتنقل" في تقديم حلول لكثير من المشكلات التي تواجه العملية التعليمية بمكوناتها المختلفة سواء العملية التعليمية النظامية أو التعليم عن بعد لما يستخدمه هذا النموذج من تقنيات لاسلكية لا تتطلب التواجد في وقت معين أو مكان محدد لإتمام عملية التعلم.
هذا النموذج الجديد قد تم تطبيقه فى دول عديدة وعقدت من أجله عدد من المؤتمرات الدولية التي ناقشت عدد من البحوث المهمة فى هذا المجال. ويمكن إجراء العديد من البحوث حول هذا النموذج وتوظيفه فى عملية التعليم والتعلم عن بعد، وتقاس فاعليته في المراحل التعليمية الجامعية وقبل الجامعية ومع المناهج الدراسية المختلفة بما يتناسب مع إمكانياتنا وبيئتنا العربية.
المراجـع
-----------
1-
لمزيد من التفصيل حول المؤتمرات العلمية الدولية التي تناولت التعلم المتنقل، يمكن مراجعة:

- International Association for Development of the Information Society ( IADIS), International Conference Mobile Learning, 28-30 june 2005, university of Malte, available on line at http://www.iadis.org/

- International Association for Development of the Information Society ( IADIS), International Conference Mobile Learning, 14-16 july 2006, Dublin, Irlande, available on line at http://www.iadis.org/ml2006/

- 4th World Conference on mLearning, 25-28 october 2005, Cape Town, South Africa, available on line at http://www.mlearn.org.za/

2-
سهيل إدريس (2000). المنهل قاموس فرنسى-عربى، الطبعة السابعة والعشرون، بيروت، دار الآداب.

3-Alexander, Bryan (2004). "M-Learning: l`Avenir de l`Education Serait Mobile", available on line at http://www.futura-sciences.com/sinformer/n ( 11 march 2006)

4- 4th World Conference on mLearning, mlearn 2005, Book of Abstracts, Cape Town, South Africa, 25-28 october 2005 available on line at http://www.mlearn.org.za/CD/mlearn%2...ts%20final.pdf

5- http://www.mlearn2006.org/

6- http://www.becta.org.uk/research

7- http://www.learningcitizen.net/index.shtml

9- http://ww3.telus.net/~kdeanna/mlearning/index.htm

10- Al Qabas

11-
وليد الشوبكى (2005). "غد المحمول... قفزة نحو المجهول"، متوافر على الموقع www.islamonline.net (20 فبراير 2006)

12- http://saudipalm.jeeran.com/basics/whatispam.htm

13- Ibid

14-
سليمان إبراهيم الرباعي (2006). "خدمات المكتبات الإلكترونية: خدمات الأجهزة اليدوية الرقمية"، متوافرعلىالموقع http://www.arabcin.net/modules.php?n...rticle&sid=690 ) 20مايو2006)

15-
المرجع السابق.

17-
لمزيد من الإطلاع حول هذا الموضوع، يمكن مراجعة:

- British Educational Communications and Technology Agency (Becta) (2006). "Emerging Technologies for Learning", available on line at http://www.becta.org.uk/research

- Attewell, Jill (2005). Mobile Technologies and Learning, London, Learning and Skills Development Agency.

-
يونس عرب. البنوك الخلوية-التجارة الخلوية-المعطيات الخلوية M-banking, M-commerce, M-data، ثورة جديدة تنبئ بانطلاق عصر ما بعد المعلومات.

18- Keegan, Desmond."The future of Learning: From eLearning to mLearning", available on line at http://learning.ericsson.net/ (21 november 2005)

19- Ibid.

20- Ibid.

21-
لمزيد من التفصيل، يمكن مراجعة:

-
أحمد سالم (2004). تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني، الرياض، مكتبة الرشد.

23- Keegan, Desmond, op. Cit..

24- Ibid.

25- Wright, David; Becta & Perry, David (2003)."Becta Evaluation of Handhelds in Schools", available on line at http://www.becta.org.uk/etseminars (13 october 2005)