الاثنين، يناير 17، 2011

استراتيجية التعلم التوليدي Generative Learning Strategy

استراتيجية التعلم التوليدي Generative Learning Strategy

لقد اقترح أزوبورن ويتروك نموذجا للتغير المفاهيمي يقضي بتغيير المفاهيم البديلة لدي الطلاب حول ظاهرة ما ، واكسابهم فهما علميا سليما لتللك الظاهرة ، وكانت نقطة الانطلاق أن معرفة التعلم القبلية تعد شرطا أساسيا لبناء المعني حيث إن التفاعل بين معرفة المتعلم الجديدة ومعرفته القبلية تعد أحد المكونات المهمة في عملية التعلم ذي المعني ، فقد تكون هذه المعرفة بمثابة الجسر الحاجز الذي يمنع مرور هذه المعرفة إلي عقل المتعلم ، ولذلك يهتم نموذج التعلم التوليدي بصفة أساسية بتأثير الأفكار الموجودة في بنية الطلاب المعرفية والتي يتم علي أساسها اختيار المدخلات المحسوسة والاهتمام بها ، كما يهتم بالروابط التي تتولد بين المثيرات التي يتعرض الطلاب لها ومظاهر تخزينها في بنية الطلاب المعرفية وتكوين المعني من المدخلات المحسوسة والمعلومات التي يتم استرجاعها من البنية المعرفية للطلاب ، وكذلك يهتم بتقويم المعاني التي تم التوصل إليها .

الملامح الأساسية لإستراتيجية التعلم التوليدي :

1- إن الأفكار الموجودة في البنية المعرفية لتعلم لدي الطلاب تؤثر علي المعلومات التي بحصلون عليها من حواسهم ،
2- إن الأفكار الموجودة في بنية الطلاب المعرفية تؤثر علي نوعية المعلومات التي يحصلون عليها من حيث الاهتمام بها أو تجاهلها
3- المدخل المحسوس الذي يختاره المعلم لتوصيل المعلومات للطلاب ليس له نفس المعني بالضرورة عند طلابه .
4- يربط المتعلم بين المعلومات الجديدة وتلك الموجودة في بنيته المعرفية السابقة بحيث يكون للتعلم الجديد معني وهدف .
5- يقوم المتعلم باختبار المعني الذي توصل إليه من خلال مقارنته بالمعاني الأخرى الموجودة في بنيته المعرفية أو بالمعاني التي تم التوصل إليها كنتيجة للمدخلات الحسية الأخرى، واختبار المعني يتضمن توليد الروابط التي تتعلق بالظواهر الأخرى المختزنة في البنية المعرفية للمتعلم، هل يرتبط المعني الجديد الذي تم تكوينه جيدا بالأفكار الأخرى المرتبطة به والتي يمكن تكوينها من الأشياء الخزنة في بنيته المعرفية، هل تتفق الفكرة الجديدة التي تم تكوينها مع الأفكار الجديدة الموجودة .

7- بناء علي ذلك تحدث عملية تخزين المعلومات في بنية المتعلم وتزداد هذه العملية قوة كلما زادت الروابط بين المعرفة الجديدة والمعلومات القديمة وكلما تحمل المتعلم الجزء الأكبر من عملية تعلمه .

وعند استخدام استراتيجية التعلم التوليدي ينبغي التأكيد علي استخدام المدخلات الحسية ما أمكن ذلك ، وطرح أسئلة للتعلم من قبل الطلاب وتبادل الأراء ونقد الأفكار ، وإيجاد طرق متنوعة وجسور متعددة لربط التعلم السابق بالتعلم اللاحق ،والتطبيق العملي للمعلومات .

نموذج التعلم التوليدي كتطبيق لنظرية فيجوتسكي وهي نظرية التطور الإجتماعي وهو أحد البنائيين.
يعكس نموذج التعلم التوليدي رؤية فيجوتسكي للتعلم ويتكون من أربع مراحل أو أطوار تعليمية وهي :
1- الطور التمهيدي:Preliminary
وفيها يمهد المعلم للدرس من خلال المناقشة
الحوارية وإثارة الأسئلة ويستجيب الطلاب إما بالإجابة اللفظية أو الكتابة
في دفاترهم اليومية فاللغة بين المعلم والطلاب تصبح أداة نفسية للتفكير
والتحدث والعمل والرؤية وفي هذه المرحلة تتضح المفاهيم اليومية التي لدى
المعلمين من خلال اللغة والكتابة والعمل ومحورها التفكير الفردي للطلاب
تجاه المفهوم.
2- الطور التركيزي (البؤرة)Focus
وفيها يوجه المعلم الطلاب للعمل في مجموعات
صغيرة فيصل بين المعرفة اليومية والمعرفة المستهدفة, ويركز عمل الطلاب على
المفاهيم المستهدفة مع تقديم المصطلحات العلمية وإتاحة الفرصة للمفاوضة
والحوار بين المجموعات, فيمر الطلاب بخبرة المفهوم.
3- الطور المتعارض (التحدي) Challenge
في هذا الطور يقود المعلم مناقشة الفصل
بالكامل مع إتاحة الفرصة للطلاب للمساهمة بملاحظاتهم وفهمهم ورؤية أنشطة
الفصل بالكامل ومساعدتهم بالدعائم التعليمية المناسبة, ع إعادة تقديم
المصطلحات العلمية, والتحدي بين ما كان يعرفه المعلم في الطور التمهيدي
وما عرفه أثناء التعلم.
4- طور التطبيق Application
وتستخدم المفاهيم العلمية كأدوات وظيفية لحل
المشكلات وإيجاد نتائج وتطبيقات في مواقف حياتية جديدة كما تساعد على
توسيع نطاق المفهوم

التعلم التوليدي
التعلم التوليدي نظرية تتضمن التكامل النشط
للأفكار الجديدة مع اسكيمات المتعلم الموجودة وتنقسم استراتيجيات التعلم
التوليدي إلى أربع عناصر ويمكن أن تستعمل كل إستراتيجية على حدة او ترتبط
إحداها بالأخرى لنيل هدف التعلم وهي :
1- الاستدعاء Recall
يتضمن الاستدعاء سحب المعلومات من الذاكرة
طويلة المدى للمتعلم والهدف من الاستدعاء أن يتعلم المتعلم معلومات تستند
على الحقيقة, ويتضمن الاستدعاء تقنيات مثل التكرار , التدريب,
الممارسة,المراجعة وأساليب تقوية الذاكرة.
2- التكامل Integration
يتضمن التكامل مكاملة المتعلم للمعرفة
الجديدة بالعلم المسبق ,وهدف التكامل هو تحويل المعلومات إلى شكل يسهل
تذكره, وطرق التكامل تتضمن إعادة الصياغة (خلاصة في صيغة قصصية) ,التلخيص
(
يعيد رواية المحتوى ويشرحه بدقة),توليد الأسئلة وتوليد المتناظرات .
3- التنظيم Organization
يتضمن التنظيم ربط المتعلم بين العلم المسبق
والأفكار الجديدة في طرق ذات مغزى ويتضمن تقنيات مثل تحليل الأفكار
الرئيسية,التخليص,التصنيف,التجميع وخرائط المفاهيم.
4- الإسهابElaboration
ويتضمن الإسهاب اتصال المادة الجديدة
بالمعلومات أو الأفكار في عقل المتعلم,ويهدف الإسهاب إلى إضافة الأفكار
إلي المعلومات الجديدة,وتتضمن طرق الإسهاب توليد الصور العقلية وإسهاب جمل.
إن بناء المعرفة يعتمد على المعالجة العقلية
النشطة للتصورات ويؤدي على الفهم الذي ينتج من المعالجة التوليدية,وتتضمن
المعالجة التوليدية الربط بين المعلومات الجديدة والعلم المسبق لبناء
تراكيب معرفية أكثر اتقانا , وهي ضرورية لترجمة المعلومات الجديدة وحل
المشكلات ويتصف التعلم التوليدي بعمق مستوى المعالجة للمعلومات. وفي
الحقيقة فإن المادة يتم تذكرها بشكل أفضل في حالة التعلم التوليدي من قبل
المتعلم بدلا من تقديمها مجردة للمتعلم.
ومن خواص التعلم التوليدي أن المتعلمون
يشاركون بشكل نشط في عملية التعلم ويولدون المعرفة بتشكيل الارتباطات
العقلية بين المفاهيم فعندما يحلل الطلاب مادة جديدة يدمجون الأفكار
الجديدة بالعلم المسبق وعندما تتطابق هذه المعلومات يتم بناء علاقات
وتراكيب عقلية جديدة لديهم.
ويوجد نوعين من النشاطات التوليدية هي:
1- النشاطات التي تولد العلاقات التنظيمية
بين أجزاء المعلومات,أمثلة ذلك إبداع عناوين,أسئلة,أهداف, خلاصات,رسوم
بيانية وأفكار رئيسية.
2- النشاطات التي تولد العلاقات المتكاملة
بين ما يسمعه أو يراه أو يقرأه المتعلم من معلومات جديدة والعلم المسبق
للمتعلم,وأمثلة ذلك إعادة صياغة,تناظرات,استدلالات,تفسيرات وتطبيقات.
والفرق بين النشاطين أن النشاط الثاني يعالج المحتوى التعليمي بشكل أعمق
ويؤدي إلي مستوى عالي من الفهم.
فالتعلم التوليدي عملية نشطة فهي عملية بناء
صلات بين المعرفة القديمة أو كم من الأفكار الجديدة لاءمت نسيج المفاهيم
المعروفة عند الفرد فجوهر نموذج التعلم التوليدي هو أن العقل أو الدماغ
ليس مستهلك سلبي للمعلومات فبدلا من ذلك هو يبني تفسيراته الخاصة من
المعلومات المخزنة لديه ويكون استدلالات منها.
ودور المعلم يكمن في مساعدة الطلاب في توليد
الوصلات أو يساعدهم على الربط بين الأفكار الجديدة بعضها البعض بالعلم
المسبق لديهم , فالعلم يدفع أو يوجه الطالب لإيجاد تلك الارتباطات
فالتعليم ينتقل هنا من تجهيز المعلومات إلى تسهيل بناء نسيج المعرفة,
وبهذه النظرة يتم التركيز على المتعلم في العملية التعليمية[/size]